القائمة الرئيسية

الصفحات

ماذا تعرف عن أعماق البحار وأسراره ؟

ماذا تعرف عن أعماق البحار؟



  الجميع يحب شكل البحر كثيراً ويستمتع وهو يراه ونكون في حاله إنبهار من جماله ولكن هل تعرف كل شيء عن أعماق البحار وهل تعرف كيف هي الحياة في الأعماق .


هل البحار في الأعماق تكون جميلة مثل ما هي على السطح أم أنها مختلفة وهل هناك كائنات حية أم يصعب تواجد تلك الكائنات .


هذا ما سوف نتعرف عليه في المقال ماذا تعرف عن أعماق البحاروأسراره ؟


أعماق البحار 


 أعماق البحار هي المناطق التي يكون عمقها 200 م وأكثر من المحيط ويكون نظامها البيئي صعب .


لأن درجات الحرارة لا تزيد عن خمس درجات مئويه وكذلك الضغط الجوي يساوي 200 ضعف الضغط الجوي عند مستوى سطح البحر .


وللأسف أشعة الشمس لا تصل إلى تلك المناطق .


طبعا كل الظروف المحيطة  بالكائنات الحية التي توجد في تلك البيئة الصعبة تجعلها تعيش تحدي كبير لكي تتأقلم مع هذا الوضع .


قديما كان من الصعب أن يتم إكتشاف أعماق البحار أو معرفة الظروف البيئية لتلك المنطقة بالتحديد من المحيط .


والسبب في ذلك يرجع لأنه لم يكن هناك إمكانيات يستطيعون من خلالها أن يصلوا أصلا للأعماق .


ولكن مع بداية القرن التاسع عشر بدأ العلماء الأوروبيين البحث في الحياة الموجودة في أعماق البحار .



النباتات في الأعماق 


من الصعب جداً أن يكون هناك عملية بناء ضوئي للنباتات بشكل جيد وطبيعي لأن أشعه الشمس تصل بشكل قليل يكاد يكون منعدم في هذا المكان .


البرودة والضغط الجوى


المياه في تلك المنطقة تكون باردة جداً تتراوح درجات حرارتها بين ثلاثة إلى 10 درجات مئوية .


كذلك الأكسجين الذائب في الماء في تلك المنطقه يكون قليل جداً.


أما عن الضغط الجوي فيكون مرتفع جداً ولذلك عدد الكائنات الحية يكون قليل في الأعماق .



الكائنات الحية في الأعماق


يعيش في تلك المنطقة 25% من أنواع الكائنات الحية البحرية والتي تقدر بحوالي 8.7 مليون نوع .


لم يستطع العلماء أن يكتشفوا غير جزء بسيط جداً من الكائنات التي تعيش في الأعماق وهناك إعتقاد أن ما زال يوجد أكثر من 90% من كائنات الأعماق لم يتم اكتشافها .


بسبب ندرة الكائنات الحية الموجودة في هذا المكان كذلك يكون هناك ندرة في الطعام وهو ما يجعل كائنات الأعماق تحاول أن تتأقلم مع الأوضاع .


فمثلاً يوجد على عمق 2700 متر بالقرب من سلسله الجبال الموجودة في وسط المحيط الأطلسي نوع من ديدان البلوط .


 تتميز بأن لها شفايف طويلة جداً بتقدر من خلالها تمسك فريستها من مكان بعيد وليها أسنان وأنياب تقدر تسحق أي شيء  .


وذلك  لأنها لابد أن تأكل أي شىء لكي  تعيش وكمان بتتميز بأن لها فم كهفى كبير وأسنانها تشبه الخناجر وبسبب كبر حجم أسنانها لا تستطيع أن تغلق الفم أبداً .


تلك الديدان تعتبر مثال لعدد كبير من الكائنات الحية التي تعيش في الأعماق ولديها خصائص مميزه تجعلها تستطيع التأقلم والتكيف مع الوضع .


كلما نزلنا أكثر إلي الأعماق يقل ضوء الشمس بشكل تدريجي فمثلاً في منطقة البحار المتوسطة التي تسمى الشفق ينخفض ضوء الشمس حتى تصل إلى أعماق البحار ويختفي تماماً ضوء الشمس .


يصبح الماء لونه أزرق غامق لأن ألوان الضوء القليل التي تصل يتم إمتصاصها كلما يزيد العمق إلى أن تصل إلى الأعماق وتكون سوداء جداً مثل الليل .


ولذلك فإن الكائنات الحية الموجوده في تلك المنطقه لابد أن تتكيف حسيا مع الوضع مثل أسماك الحداده القوية التي تمتلك عيون كبيرة جداً تجعلها تستطيع أن ترى كمية قليلة  جداً من الضوء  .


كما يوجد أسماك ثلاثية الأبعاد وتلك اغلاسماك لا ترى نهائياً وتعتمد على حاسة الشم واللمس وكذلك الإهتزاز لكي تستطيع أن تتعرف على الأشياء .


تلك الكائنات تمتلك أجزاء مضيئة في جسمها تسمى التلالؤ البيولوجي ويكون الشكل مذهل جداً كانها لوحة فنية .


كائنات الأعماق تستخدم التلألؤ البيولوجي في أشياء كثيرة مثل سمكة الفانوس والتي تصدر الضوء للأمام حتى ترى .


 وكذلك يوجد أنواع تصدر الأضواء لكي تجذب الانواع المشابهة لنوعها وتنشئ صداقات .


أما عن أسماك الصيد فتصدر الضوء لكي تجذب فريستها وتستطيع اصطيادها  .


بعض تلك الكائنات تصدر ضوء من بطنها يشبه أشعة الشمس ويكون مخفي عن الكائنات المفترسة التي توجد في الأعماق وهناك نوع أخر يصدر ضوء مثل الإنذار للتحذير من الخطر .


إرتفاع الضغط الجوي الموجود في الأعماق يجعل من الصعوبة الوصول إليها حتى أن هناك كائنات تسحق بمجرد وصولها لتلك المنطقة من المحيط .


ولكن الكائنات الحية التي تعيش هناك لا تتأثر لأن تكوينها أغلبه من المياه والمياه لا تضغط كما هو معروف .


وكذلك فإن جسم تلك الكائنات لا يحتوي على أعضاء فيها غازات مثل الرئتين أو المثانة وهو ما يجعلها قادرة على التعايش مع الضغط المتواجد في تلك المنطقة .


ذلك الضغط يؤثر على التفاعلات الكيميائيه التي تحدث لجسمها من أجل  أن تكتمل عملية التمثيل الغذائي .



من أمثلة تلك الكائنات السمكة المنتفخة والتي يصفها الكثيرون بأنها بشعة هذه السمكة تتحمل العيش في الأعماق لأن جسمها بيتكون من كتلة هلامية كثافتها أقل من كثافة المياه  .


وكذلك لا تعوم كثيراً ولا تحتاج إلى طاقة من الممكن أن تأخذها من الطعام فهي أحيانا تنتظر الطعام حتى يمر من أمامها لكي تاكله .


تتميز كائنات الأعماق بأنها عملاقة وضخمة جداً والسبب في ذلك يرجع لأن الكائنات كلما كانت كبيرة ضخمة تستطيع تحمل أكثر الظروف الصعبة .


كما أنها تعيش في مياه باردة جداً وذلك يسبب زيادة في حجم الخلايا وكذلك في العمر .


مثل الحبار الضخم الذي يعيش في الأعماق والذي يزن أكثر من 680 كلغ وكذلك الجمبري والسرطان البحر والذي تختلف أحجامها ويصل وزنها إلى 1.7 كيلو جرام وطول 76 سم .


وأيضاً سرطان البحر العنكبوت الياباني الذي يصل طوله ل 12م ووزنه يصل الى 20 كلغ .


فتحات حرارية


توصل العلماء إلى أن الأعماق يوجد بها فتحات حرارية تشبه ينابيع المياه الساخنة تقوم بإخراج المواد المنصهرة من باطن الأرض .


 وتشكل قشرة جديدة وسلاسل جبلية بركانية وهو ما يجعل المياه ساخنة لفترة .


نتيجه الضغط الجوي المرتفع تذوب المعادن وتخرج وتختلط بالماء البارد .


أما البكتيريا الموجودة في الأعماق فتقوم بتحويل تلك المعادن الساخنة إلى طاقة بعملية تسمى التخليق الكيميائي وذلك من أجل توفير الأكل للكائنات دون الإحتياج لإشعة الشمس .


يوجد في أعماق البحار فتحات حرارية يخرج منها هواء ساخن وتلك الفتحات يصدر منها كبريتيد الهيدروجين وهو واحد من مصادر الطاقة الموجودة في الأعماق .


وكذلك غاز الميثان الذي يتسرب من الفتحات الحرارية .


ولكن بالرغم من ذلك لا توجد أي طريقة إلى الأن نستطيع من خلالها أن نستخدم مصادر الطاقة بشكل فعال وما زالت الطريقة محل البحث والدراسة .



المخلفات والأعماق 


تتأثر الأعماق بالتلوث الذي يسببه الإنسان فى  البحار والذي يصل إلى الأعماق ويؤثر على الكائنات الحية التي تعيش هناك  .


تتأثر تلك الكائنات بالمخلفات التي تصل إليها مثل البلاستيك  ومعدات الصيد ومخلفات السفن وكذلك مخلفات الصرف الصحي والحفر والتعدين والتجريف وتسرب النفط .


 وأشياء أخرى كثيرة جداً يفعلها الإنسان تؤثر على الكائنات التي تعيش في الأعماق وتجعلها مهددة ومعرضة لخطر حقيقي .


أعماق البحار عالم كبير واسع وملئ بالكائنات والأسرار التي لم يتم إكتشاف غير جزء قليل منها إلى الأن .


مهما وصل العلم والتطور فهو لا يفعل شيء سوا إثبات قدرة الله عز وجل وأن الإنسان بالرغم من التقدم و التكنولوجيا ما زال أمامه الكثير لكي يكتشفه .



شاهد الفيديو 







تعليقات

التنقل السريع